إن علم المواريث باب من أبواب العلم، وتعلُّمها فرضُ كفايةٍ، وعِلم جليلٌ قدرُه وعظيمٌ أجره؛ إذ هو من العلوم القرآنيَّة، أمر النبي ﷺ بتعلمه، لكثرة ما تعم به البلوى، ورغَّب فيه مخافة اندراسه، ونبّه على فضله على جهة الخصوص، وإن كان علم المواريث داخلاً في عموم أدلة فضل العلم، فقد مدح النبي ﷺ زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ لأنه أعلمُ أصحابه بالفرائض، وأنه كان المسؤولَ عما أشكل منها، والمكتوبَ إليه من الآفاق فيها لعلمه بها .