إنَّ علم الحديث، هو : العلم الذي تفجَّرت منه بحار العلوم الفقهية، والأحكام الشَّرعية، وتزيَّنت بجواهره التفاسير القرآنية، والشَّواهد النَّحوية، والدَّقائق الوعظية . وهو العلم الذي يُميِّز الله به الخبيثَ من الطَّيِّب، ولا يرغم إلاَّ المبتدع المتريِّب. وهو العلم الذي يرجع إليه الأصولي وإنْ برَّز في علمه، والفقيه وإنْ برَّز في ذكائه وفهمه، والنَّحوي وإنْ برَّز في تجويد لفظه، واللُّغوي وإن اتَّسع في حفظه، والواعظ المُبصِّر، والصُّوفي والمفسِّر، كلُّهم إليه راجعون، ولرياضِه منتجعون). فكفى بالمُحدِّث شرفاً أن يكون اسمُه مقروناً باسم النبيِّ ﷺ، وذِكرُه مُتَّصِلاً بذكرِه وذِكرِ أهل بيته وأصحابه - رضي الله عنهم أجمعين -.
يُعدُّ متن (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)؛ للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : ٨٥٢هـ)، من أهم الكتب التي صُنفت في علم الحديث دراية، وهو علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد، وما يتبع ذلك. وغاية هذا العلم : معرفة ما يُقبل وما يُرد من ذلك.
لذلك جاءت هذه الدورة لتكون سلم البداية الذي يرتقي طالب العلم من خلاله إلى تحصيل علوم الحديث الشريف، حيث لا غنى لطالب العلم عن معرفة هذا العلم وتحصيله، يقول الحافظ العراقي - رحمه الله- :
"فَعِلْمُ الْحَدِيثِ خَطِيرٌ وَقْعُهُ، كَثِيرٌ نَفْعُهُ، عَلَيْهِ مَدَارُ أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ، وَبِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَلِأَهْلِهِ اصْطِلَاحٌ لَابُدَّ لِلطَّالِبِ مِنْ فَهْمِهِ، فَلِهَذَا نُدِبَ إِلَى تَقْدِيمِ الْعِنَايَةِ بِكِتَابٍ فِي عِلْمِهِ"
سيتم خلال هذه الدورة شرح هذه الموضوعات :
(1)- مقدمة الكتاب .
(2)- أنواع الحديث .
(3)- الغرابة .
(4)- الفرد النسبي .
(5)- المقبول .
(6)- المردود .
(7)- السقط .
(8)- الطعن .
(9)- الوهم .
(10)- المخالفة .
(11)- الجهالة .
(12)- سوء الحفظ .
(13)- الإسناد .
(14)- صيغ الأداة .
(15)- الرواة .
(16)- معرفة الكنى وغيرها .